الخرطوم .. سلام

الفين سلام وألاف التحايا لك يا وضاحة القسمات وأميرةُ الكلمات وساحرة العبارات زهرة البنفسج, ذات الأريج الفواح , لن اتكلم هنا عن جودة الصياغة وجزالة الكلمة ,ووحدة الموضوع ,وسلاسة الاسلوب ,وجمال الروح البادي في كتاباتك التي قرأت عدداَ ليس بالقليل منها في هذا المنتدى لكن هذا الموضوع بالذات إستوقفني لأنه أثار فيَ شجوناً كنت أكتمها , كيف لا ...والحديث عن مدينة الخرطوم حسناء السودان عقيلة الأتراب محبوبة النيلين... الأزرق الدفاق وغريمه في حبها الابيض الهادي كلٌ منهما يداعبها ويخطب ودها رغم إختلاف البيئات, والمنبع ,والطباع الا أنهما التقيا في حبها عند مقرن النيلين , فحضناها واحاطاها بالخضرةِ والنماء فجعلاها ترفل في حلة خضراء زاهية فصارت فريدةَ حسنٍ في خدورها تجتلاء , صور ذلك الحب السرمدي الممزوج باللهفة شاعرنا الرقيق ادريس جماع حينما قال

تحدر النيل من علياء ربوته
يحدو ركاب الليالي وهو عجلانُ
حتى إذا ما ابصر الخرطوم مونقةً
وخالجته إهتزازةٌ واشجانُ
ردد الموج في الشطين اغنيةً
فيها اصطفاقٌ واهاتٌ وحرمانُ