دواء الذنوب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دواء الذنوب
أفضلُ أنواعِ الاستغفارِ:
أنْ يَبْدَأَ العَبْدُ بالثَّنَاءِ على رَبِّهِ، ثُمَّ يُثَنِّيَ بالاعترافِ بِذَنْبِهِ، ثمَّ يَسْأَلَ اللَّهَ المغفرةَ، كما في حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ))، خَرَّجَهُ البخاريُّ.
وفي (الصَّحِيحَيْنِ): عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بهِ في صَلاتِي، قالَ: ((قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
ومن أنواعِ الاستغفارِ، أنْ يَقُولَ العَبْدُ: ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
وقدْ رُوِيَ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ مَنْ قَالَهُ غُفِرَ لهُ وإنْ كانَ فَرَّ من الزَّحْفِ، خَرَّجَهُ أبو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ.
وفي كتابِ (اليومِ واللَّيْلةِ) للنَّسَائِيِّ: عنْ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ قَالَ: (قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَسْتَغْفِرُ؟) قالَ: ((قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَارْحَمْنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
وفيهِ: عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي (السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ): عن ابنِ عُمَرَ قالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَجْلِسِ الوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقُولُ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ).
وفي (صحيحِ البخاريِّ): عنْ أبي هريرةَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((وَاللَّهِ، إِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)).
وفي (صَحِيحِ مُسْلِمٍ): عن الأَغَرِّ المُزَنِيِّ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ)).
وفي (المُسْنَدِ): عنْ حُذيفةَ قالَ: (قُلْتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وإنَّ عَامَّةَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي) فقالَ: ((أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفارِ؟ إِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ في الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ)).
وفِي (سُنَنِ أبي داودَ): عن ابنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)).
قالَ أبو هُريرةَ: (إنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إليهِ كُلَّ يومٍ ألْفَ مَرَّةٍ، وذلكَ على قَدْرِ دِيَتِي).
وقالَتْ عائشةُ: (طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كثيرًا).
قالَ أبو المِنْهَالِ: (ما جَاوَرَ عَبْدٌ في قَبْرِهِ مِنْ جَارٍ أَحَبَّ إليهِ من اسْتِغْفَارٍ كثيرٍ).
وبالجُمْلَةِ، فَدَوَاءُ الذنوبِ الاستغفارُ.
وَرُوِّينَا منْ حديثِ أبي ذَرٍّ مَرْفُوعًا: ((إِنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، وَإِنَّ دَوَاءَ الذُّنُوبِ الاسْتِغْفَارُ)).
قالَ قتادةُ: (إنَّ هذا القرآنَ يَدُلُّكُمْ على دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، فَأَمَّا دَاؤُكُم: فالذُّنوبُ، وأمَّا دَوَاؤُكُم: فالاستغفارُ).
قالَ بَعْضُهم: إنَّمَا مُعَوَّلُ المُذْنِبِينَ البُكَاءُ والاستغفارُ، فَمَنْ أَهَمَّتْهُ ذُنُوبُهُ أَكْثَرَ لها من الاستغفارِ.
قالَ رِيَاحٌ القَيْسِيُّ: (لي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَد اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ).
وَحَاسَبَ بَعْضُهُم نَفْسَهُ منْ وَقْتِ بُلُوغِهِ، فَإِذَا زَلاتُهُ لا تُجَاوِزُ سِتًّا وَثَلاثِينَ زَلَّةً، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِكُلِّ زَلَّةٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، وصلَّى لكُلِّ زَلَّةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، خَتَمَ في كُلِّ ركعةٍ منها خَتْمَةً، قالَ: ومعَ ذلكَ فَإِنِّي غَيْرُ آمِنٍ سَطْوَةَ رَبِّي أنْ يَأْخُذَنِي بِهَا، وَأَنَا على خَطَرٍ منْ قَبُولِ التوبةِ.
وَمَنْ زَادَ اهْتِمَامُهُ بِذُنُوبِهِ فَرُبَّمَا تَعَلَّقَ بأَذْيَالِ مَنْ قَلَّتْ ذُنُوبُهُ، فالْتَمَسَ منهُ الاستغفارَ.
وكانَ عُمَرُ يَطْلُبُ من الصِّبْيَانِ الاستغفارَ ويقولُ: إنَّكُم لمْ تُذْنِبُوا.
وكانَ أبو هُرَيْرَةَ يقولُ لغِلْمَانِ الكُتَّابِ: قُولُوا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَِبِي هُرَيْرَةَ، فَيُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِم.
قالَ بَكْرٌ المُزَنِيُّ: (لوْ كانَ رَجُلٌ يَطُوفُ على الأبوابِ كما يطوفُ المِسْكِينُ يقولُ: اسْتَغْفِرُوا لِي، لكانَ نَوْلُهُ أنْ يُفْعَلَ).
ومَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَسَيِّئَاتُهُ حتَّى فَاتَت العدَّ والإحصاءَ، فلْيَسْتَغْفِر اللَّهَ مِمَّا عَلِمَ اللَّهُ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلِمَ كلَّ شَيْءٍ وأحصَاهُ، كما قالَ تَعَالَى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المُجَادَلَة:6].
وفي حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ؛ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)).
وفي هذا يَقُولُ بَعْضُهُم:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا يَعْلَمُ اللَّهُ ** إنَّ الشَّقِيَّ لمَنْ لَا يَرْحَمُ اللَّهُ
مَاأَحْلَمَ اللَّهَ عَمَّنْ لَا يُرَاقِبُهُ ** كَل مُسِيءٌ وَلَكِنْ يَحْلُمُ اللَّهُ
فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا كَانَ مِنْ زَلَلٍ ** طُوبَى لِمَنْ كَفَّ عَمَّا يَكْرَهُ اللَّهُ
طُوبَى لِمَنْ حَسُنَتْ فِيهِ سَرِيرَتُهُ ** طُوبَى لِمَنْ يَنْتَهِي عَمَّا نَهَى اللَّهُ
السببُ الثالثُ منْ أسبابِ المغفرةِ:
التَّوْحِيدُ، وهوَ السببُ الأعظمُ، فَمَنْ فَقَدَهُ فقَدَ المَغْفِرَةَ، ومَنْ جَاءَ بهِ فَقَدْ أَتَى بِأَعْظَمِ أسبابِ المغفرةِ، قالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:48].
فمَنْ جَاءَ معَ التوحيدِ بقُرَابِ الأرضِ -وهوَ مِلْؤُهَا أوْ ما يُقَارِبُ مِلأَهَا- خَطَايَا، لَقِيَهُ اللَّهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً.
لَكِنَّ هذا معَ مَشِيئَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فإنْ شَاءَ غَفَرَ لهُ، وإنْ شَاءَ أَخَذَهُ بِذُنُوبِهِ، ثُمَّ كانَ عَاقِبَتُهُ أنْ لا يُخَلَّدَ في النارِ، بلْ يَخْرُجُ منها ثمَّ يَدْخُلُ الجنَّةَ.
قالَ بعضُهُم: (المُوَحِّدُ لا يُلْقَى في النارِ كَمَا يُلْقَى الكُفَّارُ، ولا يَلْقَى فيها ما يَلْقَى الكُفَّارُ، ولا يَبْقَى فيها كما يَبْقَى الكُفَّارُ، فإنْ كَمُلَ تَوْحِيدُ العبدِ وإخلاصُهُ للَّهِ فيهِ، وقامَ بِشُرُوطِهِ كُلِّها بقلبِهِ ولسانِهِ وجوارحِهِ، أوْ بِقَلْبِهِ ولسانِهِ عندَ الموتِ، أَوْجَبَ ذلكَ مَغْفِرَةَ ما سَلَفَ من الذنوبِ كُلِّها، وَمَنَعَهُ منْ دُخُولِ النَّارِ بالكُلِّيَّةِ).
فمَنْ تَحَقَّقَ بكلمةِ التوحيدِ قَلبُهُ، أَخْرَجَتْ منهُ كلَّ ما سِوَى اللَّهِ مَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا وَإِجْلالاً وَمَهَابَةً وَخَشْيَةً وَرَجَاءً وَتَوَكُّلاً، وحينئذٍ تُحْرَقُ ذُنُوبُهُ وخطاياهُ كُلُّها، وَلَوْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البَحْرِ، وَرُبَّمَا قَلَبَتْهَا حَسَنَاتٍ، كما سَبَقَ ذِكْرُهُ في تبديلِ السَّيِّئَاتِ حسناتٍ.
فإنَّ هذا التوحيدَ هوَ الإِكْسِيرُ الأعظمُ، فَلَوْ وُضِعَ ذَرَّةٌ منهُ على جبالِ الذنوبِ والخطايَا لَقَلَبَهَا حسناتٍ، كما في (المُسْنَدِ) وغيرِهِ: عنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لا تَتْرُكُ ذَنْبًا، وَلا يَسْبِقُهَا عَمَلٌ)).
وفِي (المُسْنَدِ): عنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَعُبَادَةَ بنِ الصامتِ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ لأصحابِهِ: ((ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ)).
فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً، ثمَّ وَضَعَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قالَ:
((الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي الْجَنَّةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ))، ثمَّ قالَ: ((أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ)).
قالَ الشِّبْلِيُّ: (مَنْ رَكَنَ إلى الدُّنْيا أَحْرَقَتْهُ بِنَارِهَا، فصارَ رَمَادًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ).
ومَنْ رَكَنَ إلى الآخِرَةِ أَحْرَقَتْهُ بِنُورِهَا، فَصَارَ ذَهَبًا أَحْمَرَ يُنْتَفَعُ بهِ.
ومَنْ رَكَنَ إلى اللَّهِ أَحْرَقَهُ نُورُ التوحيدِ، فصارَ جَوْهَرًا لا قِيمَةَ لهُ.
إذا عَلِقَتْ نَارُ المَحَبَّةِ بالقلبِ أَحْرَقَتْ منهُ كُلَّ ما سِوَى الربِّ عزَّ وجلَّ، فَطَهُرَ القلبُ حِينَئِذٍ من الأَغْيَارِ، وَصَلُحَ عَرْشًا للتَّوْحيدِ: ((مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي، وَلَكِنْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ)).
غَصَّني الشَّوْقُ إِلَيْهِمْ بِرِيقِي ** فَوَا حَرِيقِي في الْهَوَى وَاحَرِيقِي
قَدْ رَمَانِي الْحُبُّ فِي لُجِّ بَحْرٍ ** فَخُذُوا بِاللَّهِ كَفَّ الْغَرِيقِ
حَلَّ عِنْدِي حُبُّكُمْ فِي شَغَافِي ** حَلَّ مِنِّي كُلَّ عَقْدٍ وَثِيق
أنْ يَبْدَأَ العَبْدُ بالثَّنَاءِ على رَبِّهِ، ثُمَّ يُثَنِّيَ بالاعترافِ بِذَنْبِهِ، ثمَّ يَسْأَلَ اللَّهَ المغفرةَ، كما في حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ))، خَرَّجَهُ البخاريُّ.
وفي (الصَّحِيحَيْنِ): عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو، أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بهِ في صَلاتِي، قالَ: ((قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
ومن أنواعِ الاستغفارِ، أنْ يَقُولَ العَبْدُ: ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)).
وقدْ رُوِيَ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ مَنْ قَالَهُ غُفِرَ لهُ وإنْ كانَ فَرَّ من الزَّحْفِ، خَرَّجَهُ أبو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ.
وفي كتابِ (اليومِ واللَّيْلةِ) للنَّسَائِيِّ: عنْ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ قَالَ: (قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَسْتَغْفِرُ؟) قالَ: ((قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَارْحَمْنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
وفيهِ: عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي (السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ): عن ابنِ عُمَرَ قالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَجْلِسِ الوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقُولُ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ).
وفي (صحيحِ البخاريِّ): عنْ أبي هريرةَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((وَاللَّهِ، إِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)).
وفي (صَحِيحِ مُسْلِمٍ): عن الأَغَرِّ المُزَنِيِّ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ)).
وفي (المُسْنَدِ): عنْ حُذيفةَ قالَ: (قُلْتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وإنَّ عَامَّةَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي) فقالَ: ((أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفارِ؟ إِنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ في الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ)).
وفِي (سُنَنِ أبي داودَ): عن ابنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)).
قالَ أبو هُريرةَ: (إنِّي لأََسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إليهِ كُلَّ يومٍ ألْفَ مَرَّةٍ، وذلكَ على قَدْرِ دِيَتِي).
وقالَتْ عائشةُ: (طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كثيرًا).
قالَ أبو المِنْهَالِ: (ما جَاوَرَ عَبْدٌ في قَبْرِهِ مِنْ جَارٍ أَحَبَّ إليهِ من اسْتِغْفَارٍ كثيرٍ).
وبالجُمْلَةِ، فَدَوَاءُ الذنوبِ الاستغفارُ.
وَرُوِّينَا منْ حديثِ أبي ذَرٍّ مَرْفُوعًا: ((إِنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، وَإِنَّ دَوَاءَ الذُّنُوبِ الاسْتِغْفَارُ)).
قالَ قتادةُ: (إنَّ هذا القرآنَ يَدُلُّكُمْ على دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، فَأَمَّا دَاؤُكُم: فالذُّنوبُ، وأمَّا دَوَاؤُكُم: فالاستغفارُ).
قالَ بَعْضُهم: إنَّمَا مُعَوَّلُ المُذْنِبِينَ البُكَاءُ والاستغفارُ، فَمَنْ أَهَمَّتْهُ ذُنُوبُهُ أَكْثَرَ لها من الاستغفارِ.
قالَ رِيَاحٌ القَيْسِيُّ: (لي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَد اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ).
وَحَاسَبَ بَعْضُهُم نَفْسَهُ منْ وَقْتِ بُلُوغِهِ، فَإِذَا زَلاتُهُ لا تُجَاوِزُ سِتًّا وَثَلاثِينَ زَلَّةً، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِكُلِّ زَلَّةٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، وصلَّى لكُلِّ زَلَّةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، خَتَمَ في كُلِّ ركعةٍ منها خَتْمَةً، قالَ: ومعَ ذلكَ فَإِنِّي غَيْرُ آمِنٍ سَطْوَةَ رَبِّي أنْ يَأْخُذَنِي بِهَا، وَأَنَا على خَطَرٍ منْ قَبُولِ التوبةِ.
وَمَنْ زَادَ اهْتِمَامُهُ بِذُنُوبِهِ فَرُبَّمَا تَعَلَّقَ بأَذْيَالِ مَنْ قَلَّتْ ذُنُوبُهُ، فالْتَمَسَ منهُ الاستغفارَ.
وكانَ عُمَرُ يَطْلُبُ من الصِّبْيَانِ الاستغفارَ ويقولُ: إنَّكُم لمْ تُذْنِبُوا.
وكانَ أبو هُرَيْرَةَ يقولُ لغِلْمَانِ الكُتَّابِ: قُولُوا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَِبِي هُرَيْرَةَ، فَيُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِم.
قالَ بَكْرٌ المُزَنِيُّ: (لوْ كانَ رَجُلٌ يَطُوفُ على الأبوابِ كما يطوفُ المِسْكِينُ يقولُ: اسْتَغْفِرُوا لِي، لكانَ نَوْلُهُ أنْ يُفْعَلَ).
ومَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَسَيِّئَاتُهُ حتَّى فَاتَت العدَّ والإحصاءَ، فلْيَسْتَغْفِر اللَّهَ مِمَّا عَلِمَ اللَّهُ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلِمَ كلَّ شَيْءٍ وأحصَاهُ، كما قالَ تَعَالَى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المُجَادَلَة:6].
وفي حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ؛ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)).
وفي هذا يَقُولُ بَعْضُهُم:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا يَعْلَمُ اللَّهُ ** إنَّ الشَّقِيَّ لمَنْ لَا يَرْحَمُ اللَّهُ
مَاأَحْلَمَ اللَّهَ عَمَّنْ لَا يُرَاقِبُهُ ** كَل مُسِيءٌ وَلَكِنْ يَحْلُمُ اللَّهُ
فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا كَانَ مِنْ زَلَلٍ ** طُوبَى لِمَنْ كَفَّ عَمَّا يَكْرَهُ اللَّهُ
طُوبَى لِمَنْ حَسُنَتْ فِيهِ سَرِيرَتُهُ ** طُوبَى لِمَنْ يَنْتَهِي عَمَّا نَهَى اللَّهُ
السببُ الثالثُ منْ أسبابِ المغفرةِ:
التَّوْحِيدُ، وهوَ السببُ الأعظمُ، فَمَنْ فَقَدَهُ فقَدَ المَغْفِرَةَ، ومَنْ جَاءَ بهِ فَقَدْ أَتَى بِأَعْظَمِ أسبابِ المغفرةِ، قالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:48].
فمَنْ جَاءَ معَ التوحيدِ بقُرَابِ الأرضِ -وهوَ مِلْؤُهَا أوْ ما يُقَارِبُ مِلأَهَا- خَطَايَا، لَقِيَهُ اللَّهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً.
لَكِنَّ هذا معَ مَشِيئَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فإنْ شَاءَ غَفَرَ لهُ، وإنْ شَاءَ أَخَذَهُ بِذُنُوبِهِ، ثُمَّ كانَ عَاقِبَتُهُ أنْ لا يُخَلَّدَ في النارِ، بلْ يَخْرُجُ منها ثمَّ يَدْخُلُ الجنَّةَ.
قالَ بعضُهُم: (المُوَحِّدُ لا يُلْقَى في النارِ كَمَا يُلْقَى الكُفَّارُ، ولا يَلْقَى فيها ما يَلْقَى الكُفَّارُ، ولا يَبْقَى فيها كما يَبْقَى الكُفَّارُ، فإنْ كَمُلَ تَوْحِيدُ العبدِ وإخلاصُهُ للَّهِ فيهِ، وقامَ بِشُرُوطِهِ كُلِّها بقلبِهِ ولسانِهِ وجوارحِهِ، أوْ بِقَلْبِهِ ولسانِهِ عندَ الموتِ، أَوْجَبَ ذلكَ مَغْفِرَةَ ما سَلَفَ من الذنوبِ كُلِّها، وَمَنَعَهُ منْ دُخُولِ النَّارِ بالكُلِّيَّةِ).
فمَنْ تَحَقَّقَ بكلمةِ التوحيدِ قَلبُهُ، أَخْرَجَتْ منهُ كلَّ ما سِوَى اللَّهِ مَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا وَإِجْلالاً وَمَهَابَةً وَخَشْيَةً وَرَجَاءً وَتَوَكُّلاً، وحينئذٍ تُحْرَقُ ذُنُوبُهُ وخطاياهُ كُلُّها، وَلَوْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البَحْرِ، وَرُبَّمَا قَلَبَتْهَا حَسَنَاتٍ، كما سَبَقَ ذِكْرُهُ في تبديلِ السَّيِّئَاتِ حسناتٍ.
فإنَّ هذا التوحيدَ هوَ الإِكْسِيرُ الأعظمُ، فَلَوْ وُضِعَ ذَرَّةٌ منهُ على جبالِ الذنوبِ والخطايَا لَقَلَبَهَا حسناتٍ، كما في (المُسْنَدِ) وغيرِهِ: عنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لا تَتْرُكُ ذَنْبًا، وَلا يَسْبِقُهَا عَمَلٌ)).
وفِي (المُسْنَدِ): عنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ، وَعُبَادَةَ بنِ الصامتِ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ لأصحابِهِ: ((ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ)).
فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً، ثمَّ وَضَعَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، ثُمَّ قالَ:
((الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي الْجَنَّةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ))، ثمَّ قالَ: ((أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ)).
قالَ الشِّبْلِيُّ: (مَنْ رَكَنَ إلى الدُّنْيا أَحْرَقَتْهُ بِنَارِهَا، فصارَ رَمَادًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ).
ومَنْ رَكَنَ إلى الآخِرَةِ أَحْرَقَتْهُ بِنُورِهَا، فَصَارَ ذَهَبًا أَحْمَرَ يُنْتَفَعُ بهِ.
ومَنْ رَكَنَ إلى اللَّهِ أَحْرَقَهُ نُورُ التوحيدِ، فصارَ جَوْهَرًا لا قِيمَةَ لهُ.
إذا عَلِقَتْ نَارُ المَحَبَّةِ بالقلبِ أَحْرَقَتْ منهُ كُلَّ ما سِوَى الربِّ عزَّ وجلَّ، فَطَهُرَ القلبُ حِينَئِذٍ من الأَغْيَارِ، وَصَلُحَ عَرْشًا للتَّوْحيدِ: ((مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي، وَلَكِنْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ)).
غَصَّني الشَّوْقُ إِلَيْهِمْ بِرِيقِي ** فَوَا حَرِيقِي في الْهَوَى وَاحَرِيقِي
قَدْ رَمَانِي الْحُبُّ فِي لُجِّ بَحْرٍ ** فَخُذُوا بِاللَّهِ كَفَّ الْغَرِيقِ
حَلَّ عِنْدِي حُبُّكُمْ فِي شَغَافِي ** حَلَّ مِنِّي كُلَّ عَقْدٍ وَثِيق
أحمد كسلا- العضوية البرونزية
- عدد الرسائل : 222
بلد الإقامة : السودان
الإسم الكامل : أحمد عبدالله إبراهيم أحمد
نقاط : 5525
تاريخ التسجيل : 19/07/2010
رد: دواء الذنوب
اسغفر الله لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه
ودالعين- عضو جديد
- عدد الرسائل : 4
بلد الإقامة : السودان.. ام القري... عين اللويقة
الإسم الكامل : احمد محمدطه حسن بخيت
نقاط : 3772
تاريخ التسجيل : 26/01/2014
مواضيع مماثلة
» الأنانيه داء ليس له دواء
» تحذير : دواء يحتوى على فيروس الايدز
» هبي ياريح الإيمان
» الذنوب تتضاعف في الزمان والمكان الفاضل كيفاً لا كماً!!!
» اذا أهلكتكم الذنوب وأثقلتكم المعاصي ادعوا الله في أقل من دقيقة ليدفع الهموم عنكم..
» تحذير : دواء يحتوى على فيروس الايدز
» هبي ياريح الإيمان
» الذنوب تتضاعف في الزمان والمكان الفاضل كيفاً لا كماً!!!
» اذا أهلكتكم الذنوب وأثقلتكم المعاصي ادعوا الله في أقل من دقيقة ليدفع الهموم عنكم..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى