ودمحمود شيخ الحلة

شيخ الحلة
رغما عن عدم المامى التام بتأريخه الحافل المليء بالانجازات لكن راودتني خواطر طفولة أتمنى أن استجمعها وأرتبها لأحكى عن عبقرية هذا الرجل الذي استطاع في الزمن البعيد أن يدير شئون هذه القرية بالفطرة والموهبة الربانية ويعلو بها إلى مصاف التميز والقوة والعزة والشموخ. بحنكته وعبقريته الفذة ناضل ومعه آخرون في رسم وتخطيط معالم وإنارة طريق للأجيال القادمة وجعلتهم يتباهون بأنهم من ساكني هذه الدرة الوديعة التي يضمها الأزرق العاتي الدفاق وتحفها الخضرة وتعطرها نسمات تحمل رائحة الأراك وشذى الزهور .تحدى المستحيل . كان يتمتع بدبلوماسية عزبة ونفس أبية وافق واسع وطبع هادئ, هدوا تحفه السكينة رزانة لاتعرف الطيش والتخبط قليل الكلام طيب القلب جادا , لايعرف الهزل يجيد فن التعامل الراقي ,من أتاه منفعلا امتص غضبه وحل مشكلته لا يميز بين غنى وفقير كان مجاملا تجده في كل مناسبة في صفها الامامى يتبعه فانوسه الذي لا يفارقه ليلا معه في المسجد وفى المناسبات وفى المقابر كان مهتما بهندامه وأناقته كان مثالا يحتزى كريما لم يتناول وجبة داخل منزله طيلة حياته كانت كل وجباته في الشارع تحت ظل الدكان للغاشي والماشي لايميز بين الضيوف خلوته كانت شاهدة على ذلك لاتخلو أبدا من عابر سبيل . حتى صغار السن يرعاهم ويعطيهم حقهم ويسألهم عن أحوالهم . انه شخصية مميزة نادرة وتخيلت لو إن هذا الشخص عاش زماننا هذا أظنه كان مؤهلا لقيادة السودان . رأينا فيه الحنكة وبعد النظر والتاني , منهجه الوسطية في كل شيء لايغالى ولا يكابر لايداهن ولا ينافق ورغما عن مسئوليته العامة تجاه القرية فهو يمارس حياته الطبيعية كاملة غير منقوصة تجده في البلدات وفى الجروف وعند الغروب داخل الزريبة يطعم أبقارة العلف لايعرف معنى الفراغ ولا يجد الفراغ إليه سبيلا .ونحن يافعين كنا نراه ممتطيا ذلك الحمار الأبيض المزيون بسرج جميل وبردعة منتقاة ولجام يحد من سرعة ذلك الحمار الجامح متوشحا ببندقيته, منطلقا إلى الشبارقة حيث يجتمع شيوخ القرى لمناقشة مشاكلهم وإيجاد الحلول لها ويعود قبل غروب الشمس يرافقه الشيخ على عبيد يمثلان ثنائيا في حلهم وتر حالهم كنا نرى هذا المشهد صباحا وعليه ثياب ناصعة البياض . ما أروعك يا شيخ احمد فقد قدمت نموذجا نادرا يدرس في كليات الإدارة والفلسفة وعلم النفس التربوي كان يتوشح صبرا ويتفس عزة ويمشى طموحا يملؤه الأمل لايعرف المستحيل ولا يفسح لليأس مجلسا أعانه على ذلك رجال عظما ساعدوه في التخطيط وعكس الرؤى التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن . أجمل ماتعلمناه من أسلافنا أنهم قد يختلفون فكريا وعقائديا ولكنهم يجتمعون ويتحدون عند الملمات ويتعانقون في الأعياد والأفراح هذه مشاهداتي الخاصة عنه وأنا طفل يافع وهناك من هو ملم بأدق التفاصيل لكي يوثق لهؤلاء الرجال لذا أقول أنها خاطرة ومرئيات شخصية نرجو من المنتدى أن يوثق لعظماء هذه القرية لتعم الفائدة. عندما أتذكر تلك الشخصية يدور في عقلي قول المتنبي
( إذا غامرت في شرف مروم * فلا تقنع بما دون النجوم )
(فطعم الموت في أمر صغير * كطعم الموت في أمر عظيم)
وتعلمنا منه:
( وأكل كسيرة في كسر بيتي * أحب إلى من أكل الرغيف )
(وأصوات الرياح بكل فج *أحب إلى من نقر الدفوف )
(وكلب ينبح الطَراق دوني* أحب إلى من قط ولوف )
وتعلمنا منه
الصمت زين والسكوت سلامة * فاذا نطقت فلاتكن مهزارا
فلئن ندمت على سكوتك مرة * فلتندمن على الكلام مرارا
إلا رحم الله الشيخ احمد محمد محمود بقدر ماقدم لهذه القرية واسأل الله الرحمة لذلك الجيل الرائع من الأجداد الذين بذلوا جهدا مقدرا انار لنا طريق العزة والفخار وغرس فينا حب هذه البلدة المعطأة وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
وآخر قولي دائما ( أنا أصلى يا الدناقلة بشوف كل القرى من توب سماحتك تنجهك)
أبو عثمان – رفحاء- الحدود الشمالية

الاستاذ والعم محمد شكرا لك وكثر الله من امثالك فقد وصفت الجد احمد بالقليل مافيه حسب ماسمعنا عنه وللأسف لم احضر زمنه ولكن سمعنا عن شخصيته القويه وكرمه الفياض وشعارالمنتدى يدل على ان هذا الرجل كان فعلا علامه مضيئه للدناقله لكل الاجيال مره اخرى اشكرك كثيرا لأضائة هذه الشمعه وفتحت لنا بابا لننقب ونوثق لرموز قريتنا الحبيبه .... ولك الود ..

والله ياصديقى القديم العزيز الرجل الظريف الودود محمد حسن الطيب لقد اوفيت الرجل حقه فلك الجزاء الاعظم

الاخ محمد الحسن لك الشكر وانت تكتب عن شخصية عظيمة عظمة نهر النيل وخالدة الذكري كخلوده .ولعل مااعجبني في ال احمد محمود انهم مازالوا علي طريق العم احمد واذكر علي سبيل المثال لا الحصر العم مصطفي والعم محمد الامين.

الشكر موصول للاخ محمد حسن الطيب علي اثارة هذا الموضوع و الحديث عن و د محمود شيخ الحلة اكبر بكثير من ان يجمعه موضوع واحد او شخص واحد لرجل قاد قرية الدناقلة لاكثر من اربعين عاما .ولكن هذا لا يمنع من بعض الاضافات و التجارب و المواقف مع الشيخ القامة والهرم و د محمود. ومن باب ما لا يدرك جله لا يترك كله .احكي تجربة شخصية مع ود محمود شيخ الحلة. علي ما اذكر في منتصف سبعينيات القرن الماضي احس نفر كريم بان هناك عزوفا من الزواج وتزايدت اعداد الايمين من الجنسين و عليه لابد من التصدي لعلاج المشكل الاجتماعي. وبما ان هناك ارثا للزواج الجماعي منذ اربعينيات القرن الماضي وهو المشروع المعروف باسم زواج الكورة( وانا الي الان ما عارف اسم الكورة جاء من وين ) . المهم و باختصار عقب صلاة احد الاعياد او صلاة احدي الجمع تداعي الناس لاجتماع عام لاهل الحلة طبعا في خلوة و دمحمود ( بمثابة دار البرمان او كدار الندوة ، للحلة ) و بعد التداول من الكل استقر الامر علي تشكيل لجنة تدرس الموضوع و تخرج بتوصيات و رؤية للحل ثم عرضه علي الناس بعدئذ. و فعلا تشكلت لجنة مكونة من الاتية اسماءهم علي ما اذكر:
1)الشيخ احمد محمود رئيسا يرحمه الله
2) الخال يوسف محيسي نائبا للرئيس يرحمه الله
3)احمد عبد الرحمن خفاجة يرحمه الله
4)محمد علي صالح يرحمه الله
5)عثمان مساعديرحمه الله
6) يحي زكريا الفاضل
7) عمر محمد احمد الامين
8)امنت عبد الحفيظ المحسي ( بت حفيظ ) امد الله في عمرها)
9)بخيتة احمد بابكر
10) و هناك امراة اخر نسيتها .
وكانت اللجنة تجتمع مساء كل يوم في خلوة و د محمود من بعد صلاة العشاء حتي التاسعة ليلا . و طبعا ليس هناك ضرورة لذكر ما كان يقدمه ود محمود من ضيافة و كرم فياض.
كان و د محمد كواحد منا لا تكاد تميزه بشيىء يختص به و كان يستمع لكل الاراء و يشترك في النقاش بهدئه المعروف و كان رأيه عند الاختلاف هو الصوت المرجح. و يستمع باهتمام حتي لكلام يحى و كلامي باهتمام رغم حداثة سننا يومئذ اذ كنا طلبه في الثانوي . و بعد حوالي اسبوع او عشرة ايام توصلت اللجنة الي تصور كامل لمشروع تسهيل الزواج بالحلة و ضعت دستورا يحكم الزاج من الفه الي يائه، حتي ادق التفاصيل الشنطة مكونة من كذا و كذا ‘ السيرة لا تتجاوز 10 اشخاص منع كل العادات التي كانت سائدة من قولة خير و قدح الصباح وهايا ام العروس...الخ . كما وضعت اللجنة عقوبات لمن يخرج علي المشروع.
وقد تمت الدعوة لاجتماع لكل اهل الحلة و طرح عليه تصور اللجنة و تمت الموافقة عليه بالاجماع و شالوا الفاتحة لمزيد من التوثيق
والي عهد قريب كنت احتفظ بهذا الدستور.
وقد طبق المشروع في بنت امنة بت حفيظ بت مساعد زوجة صلاح ابراهيم الخواجة و كانت بنت حفيظ مثالا حسنا سار علي الناس لحين من الدهر ثم ترك الحبل علي الغارب . رحم الله و د محمود ووسع له في قبره فقد كان شايل هم الحلة في كافة المجالات و منها الجانب الاجتماعي ما احوج الحلة اليوم لرجل يقود الحلة كود محمود او قريبا منه و كا قيل تشبهوا بالكرام ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح . و الله اسالان يرحم الشيخ احمد محمد محمود وان يبارك في ذريته و في اهل الحلة جميعا. هذا غبض من فيض و تجربة شخصية عايشتها بنفسي .واخير ادعو كل من له تجربة او موقف عن ود محمود ان يبادر و يوثق الموقف .
والسلام عليكم اخوكم و عم بعض الشباب / عمر محمد احمد الامين

الاخ عمر الرجل الصالح تحية واحترام وتقير لشخصك التقى الورع ( فاشهدوا لهم) شكرا على اضافتك وفعلا الرجل يحتاج الى مجلد وارجو ان يدلو كل منا بدلوه فهو كما قلت رمز للقياده الرشيده لك الود والتحية
ملحوظة:- ماوجدت لينا علاج لهذه الغربة المره كى ننعم بلم الشمل فىما تبقى من عمرنا لك تقديرى

العزيزمحمد الحسن الطيب ولد الرجل الذي طابق اسمه معناه بحق لك تحياتي وشكري علي تعليقكم الذي لا استحقه .اما استفهامكم عن داء الاغتراب الذي تطاول و اسود جانبه و السؤال عن المخرج كيف ومتي ان درت تسلم قول الله اعلم . و لكن اعجبني تصوير المتنبي عن حاله الذي لا يسره و لا يرضيه و لكن هناك من يحسده عليها اذ قال :
واعجب ما لقيت في زمني اني علي انا باكٍ منه محســود .
و كرر الدعوة للكتابة عن ود محمود و اتوجه مثلا الي الاخوان: كمال عوض الله و يسن المبارك و محمد سليمان ابو عاقلة والي بروف عبد الرجمن عبد الفتاح فاكيد كل من هؤلاء عنده حصيلة وافرة عن ود محمود أتمني الاستجابة ز والسلام اخوك عمر