نقطة حبر/ الى مسافرة (2) متابعة

طلب الابن يسرى وبالاسم وبالتحديد أن أذكر العلاقة بين الجارتين الله يتغمدهن برحمته الحاجة بت سناجك والجعلية وحفاظا على حقوق النشر الصحفى والأدبى أستأذن أستاذى بشير الامين والاخ عمار حسب الرسول رغم اننى لا اكتب تجريحا أو سبا ولكن لحفظ الحقوق الادبية، ومن أدب الصحافة والنشر مراعاة ذلك ، علما بأننى اكتب سيرة متواضعة واشير لها فى معرض حديثى و لاأذكرها بالاسم مع العلم يمكن لى أن اتحايل على ذلك بأن أًشير إشارات رمزيه للشخوص دون ذكر الاسم ولكن هنا فى قريتى الدناقلة ذكر الاسم هو فى حد ذاته مفخره ودلاله ذات كيان مكونا لكيان الدناقلة.
كما ذكرت سابقا فى طريق عودتى بعد أن انفض سامر الحدث الابرز والاهم وهورحيل الحاجة أن هناك صوت مذياع عالٍ يرسل تلك الأغنية الى مسافرة رائعة حمد الريح(كيفن تسيبو يروح بعيد لرحلة مجهولة الأمد يا حليلو يا حليلو)كان هذا الصوت صادراَ من مذياع إحدى نوافذ جارتها الجعليه عليها رحمة الله ، اسمحوا لى أن اتطرق للمذياع أو الراديو فهو فى ذاك الزمن وسيله الاتصال بما يحيط بنا ووسيلة التثقيف ووسيلة مهمه للترفيه بالإستماع للأغانى وخاصة ما يطلبه المستمعون والمسلسلات والمسرحيات الإذاعيه عوضا عن التلفزيون الذى لم يكن متوفرا أصلاَ فى تلك الحقبة الجميلة، وكان الهدف من رفع الصوت ليسمع الجار والمار و لندرته أيضا أو بداعى الفرحة لقفل ملف الخلافات التى كانت تنشب بينهما ولكننى أرجح السبب الأول.
فالخلافات التى كانت تنشب بينهما كان سببها الرئيس هو غنم الحاجة التى تدلف لبيت الجعلية عند عودتها من المرعى (السرحه) فتقتحم منزل الجعلية دون إستإذان فتعبث بالدقيق و(تكرع)فى العجين ومن ثم تتسلق الزير وتدخل رأسها للترتوى من ذاك الماء البار( الضاربو الهمبريب) فتكسر الزير وتسكب الماء الذى كان الحصول عليه ليس سهلاَ ربما يكلفك أن تأخذ (القيروانه) وتنزل البحر (الورده) ليس هذا فحسب بل كانت تترك وراءها بعرا متناثرا يجوس خلال الدار ، وعند عودة الجعلية تقع عينها على مسرح الجريمة ومخلفاتها فتصيح بأعلى صوتها كناية عن ما أ صاب دارها من خراب بفعل دلوعات بت سناجك (تقصد غنمها) فترفع رأسها من فوق السور وتنادى عليها وتسب غنمها ولا تسلم الحاجة من ان ترمى بكلمات مسموعة أو غير مسموعة، وسبب كل ذلك أن الجعلية ستخسر الكثير من بحث عن الرغيف كبديل للعجين وربما لن تجده لأنه من الأشياء النادرة والمرفهه والبحث عن الماء المسكوب والزير المكسور، فتنشب الخلافات والمعركة الكلامية والدرامية بينهما مما يدعو المار والجار للفرجة المجانية على هذا المشهد الدرامى (مسرح على الهواء) ، وما أن تمر ساعة على إنقضاء الحدث وينفض هذا السامر تعود بت سناجك الى بيتها متفقدة غنمها خوفا عليها من شبعتها من عجين الجعلية المخمر والمعتق ، تمر لحظات بعد أن تهدأ النفوس إلا وبصوت الجعلية تنادى عليها من فوق السور لتحتسى معها القهوة بالبن الحبشى من دكان ودمحمود.
كيف كانت الحياة وكيف نعيش نحن الحياة هذه الايام ، كانت سهله غير معقدة حلوه بمعنى الكلمة والناس أحلى حقيقة فالرحمة لهن وأسأل الله أن يجعل لهن جوار فى الجنة بدون غنـــــم.