حادثة الافك دروس مستفادة وعبر لمن يعتبر

بسم الله الرحمن الرحيم
في الاسابيع القليلة الماضية تجرأ احد شيعة الكويت وتهجم علي عرض رسول الله صلي الله عليه و سلم وتناول بالسب حبيبته و زوجه في الدنيا و الآخرة ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنهما. عليه من الله و الملائكة و الناس اجمعين اللعنة وبئس المصير .
وقد استمعت الي خطبة جمعة بالسعودية وكان محورها حديث الافك وتبرئة القران الكريم لام المؤمنين عائشة رضي الله عنهما. واحببت ان اشراك قراء المنتدي فيما سمعت تعميما للفائدة والحكم الشرعي لمن تناول ام المؤمنين عائشة.
وبعد ان ذكر الخطيب تفاصيل القصة تعرض للعبر منها وهاانذا احول نقل ما سمعت اليكم. ذكر الخطيب قول الامام محمدو الجار الله الزمخشري في تفسيره للآيات في سورة النور التي برئت ساحة ام المؤمنين. وهي الرايات من الآية (11-26) وعددها ست عشر آية قال الزمخشري:" لو فتشت القرآن كله لا تجد فيه آيات قوارع وغلظ فيها الله سبحانه مثل ما غلظ في هذه الايات وكيف توعد الله سبحانه لمن خاضوافي حديث الافك بالعذاب العظيم وباللعنة في الدنيا و الآخرة
قال احد العلماء تعليقا علي تبرأة ام المؤمنين بعد ان استعرض التبرئات لمن اتهموا ظلما:
o برأ الله نبيه يوسف بالشاهد من اهل امرأة فرعون
o وبرأ الله نبيه موسى من اتهام بني اسرائيل له بانه آدر بالحجر الذي تحرك بملابسه حتي رئاه بنو اسرايل عيانا بيانا و هو سليم من ذلك الداء.
o وبرأ الله مريم عليها السلام من اتهام اليهود لها بانطاق ابنها عيسي وهو في المهد. " فـأت به قومها تحمله . قالوا يا مريم لقد لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان ابوك امرأ سؤ وما كانت امك بغيا. فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا .قال اني عبد الله اتاني الكتاب و جعلني نبيا. وجعلني مباركا اين ما كنت و اوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا. وبرا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا" الى آخر الآيات.
o اما عائشة رضي الله عنهما فقد تولي الله نفسه سبحانه و تعالي تبرأتها وذلك يدل فيما يدل علي مكانة نبيه صلي الله عليه و سلم و مكانة زوجه عائشة عنده و انزل فيها قرانا يتلي الي قيام الساعة ، حتي قالت عائشة: والله ما كنت اظن ان تكون براءتي بالقران يتلي بل كنت ارجو ان يرى رسول الله رؤيا تبراني و رؤيا الانبياء حق كما في قصة ابو الانبياء ابراهيم وفيها الامر بذبح ولده اسماعيل" يابني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى..."
o وهناك عبر كثيرة من حادثة الافك تناولها العلما ء سلفا و خلفا و اهمها
o ان من رمي ام المؤمنين عائشة بالفاحشة كان مكذبا للقران ومكذب القران فهو كافر باجماع العلماء سلفا و خلفا. والحكم مستنبط من قوله تعالي: يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين" و بمفهوم المخالفة من عاد لتناول عائشة فليس من المؤمنين .
o ومن العبر ان ليس هناك كبير او مجاملة لأحد مهما كان من تطبيق الحد فقداقيم حد الغذف علي كبار الصحابة الذين شهدوا بدرا وشاعر الرسول المافح عنه بلسانه و سيفه و جاهد معه و شهد معه المشاهد كل ذلك لم يشفع له ولهم من اقامة الحد علي حسان بن ثابت، وعلي مسطح الذي شهد بدرا و علي حمنة بنت جحش اخت ذينب بنت جحش زوجة الرسول.
o ومنها ان حد الزنا لا يثبت الا باربعة شهود يرونه بام اعينهم كما وصفه العلما ء ولا حياء في الدين مرواد في مكحلة. وبخلاف ذلك أن من رمي امراة مؤمنة بالزنا يقام عيه حد الغذف (ثمانين جلدة) امام الناس .
o ومنها فضيلة لصاحب رسول الله وثاني اثنين اذ هما في الغارو ابو عائشة ابو بكر الصديق عندم بلغه خبر الافك. فتمالك نفسه وصبر و لم يكلم رسول الله في شان عائشة شهرا مدة حديث الافك. وعند نزول البراة لبنته وكان قبل ذلك ينفق علي مسطح و من قرابته فحلف ان لا ينفق عليه بعدما قال في عائشة. عاتبه الله في القلران بقوله""ولا يأتل اولوا الفضل منكم و السعة ان يؤتوا اولي القربيو المساكين و المهاجرين في سبيل الله الا تحبون ان يغفر الله لكم و الله غفور رحيم" فما كان من ابي بكر الا ان قال بلي انا نحب ان يغفر الله لنا وعاد بالنفقة علي مسطح و تسامي علي ما اصابه و سامحه. فما احوجنا اليوم لقيمة التسامح لمن اخطأ في حقنا ان نعفو ونصفح كما فعل ابو بكر الصديق .
o ومنها ايضا و الله اعلم ان كل المؤمنين مهما بلغوا من التقوي معرضون للفتن و الشر. وكما قال الخطابي و هو من كبار علماء الحديث و الفقه
o شر السباع الضواري دونه وزر والناس شرهم ما دونه وزر . (الوزر هو الشيء الذي يحميك و يجعلك في مأمن مما تخاف و تحذر) وان علي المسلم ان يتثبت و يتروي فيما امتحن به و لا يتخذ قرارا متسرعا يندم عليه فقل لبث رسول الله شهرا كاملا ولم يطلق عائشة ولم يشكوها الي ابيها حتي بل استشار خاصته مثل استشارته لعلي ابن ابي طالب و اسامة ابن زيد و بريرة خادمة ام المؤمنين عائشة فعندما سألها عن عائشة هل رأيت من عائشة ما يريبك؟ فقالت لا اعلم عنها يار رسول الله الا كما يعلم الصائغ من التبر. (أي الذهب الخالص من الشوائب)
o والسلام اخوكم عمر محمد احمد الامين