نقطة حبر

ذاكرة الطفولة لاتنســـــى

هناك ثلاثة أحداث فى حياتى لن انساها أبداً عششت فى مخيلتى ‘ تناولت منها حدثاً واحداً وهويوم(رحيل الحاجة بت سناجك الى ودراوة) تحت عنوان إلى مسافرة واليوم اتناول الحدث الأبرز والذى ظل عالقاً بذهنى ومرسوماً فى مخيلتى وهو (حريق منزلنا) بالدناقلة

فى يوم عاصفٍ إشتد به الريح فى مايو من عام 68 شب حريق فى منزلنا حيث كان أهلى وقتها بالمناقل مقر عمل والدى وكنت كما جرت العادة أن أقضى جزءً من الإجازة السنوية للمداس بالقرية وأعمل لكى أحوش ما احتاجه من مصاريف المدرسة وبعض الملابس وكنت أعمل (طُلبة) مع المعلم الكبير عبدالله حبيب الله

منزلنا ذاك السكن المتواضع كسائر منازل القرية فى ذاك الزمن الجميل عبارة عن بيت حُور وهو شبيه بالخلوة شعار منتدانا هذا بيت مبنى من الطوب الاحمر والاخضر فى شكلٍ دائرى جميل مسقوفاً بالقش (النال) ومن ثم تجرى عليه بعض من لمسات الديكور بالزبالة ومسحة من جمالٍ بالرماد

شاع فى القرية أن بيتاً قد شبت فيه النيران وشُوهدت سُحب الدخان قرب المدارس وهرول الكل صوب المدارس حتى اهتدوا الى منزلنا وكنت من بين المهرولين حتى وقع نظرى على مسرح الحدث وهو منزلنا وجدت لفيفاً من أهلى ناس الدناقلة يقومون بعملية الإطفاء البدائية فى ذاك الزمن وعلى رأسهم الأخ الأكبر عبدالجليل على يوسف حسن بابكر يوسف بله امد الله فى أعمارهم فإقتحمت هذا التجمع لكى أدخل الى داخل المنزل المحترق لالاخرج اللاب توب أو البلاى إستيشن أو الاتارى او الدمى والعرائس ولكن لاخرج شيئاً غالياً جداً بالنسبة لى فأحسست بأحد يمسك بيدى ويصفعنى صفعةً قويةً ويقول لى(داير تدخل فى النار دى عندك شنو جوه) فكان هذا صوت الاخ عبدالجليل على يوسف وأمسكنى بقبضة قوية مازلتُ حتى اليوم اتحسسها فأرسلت دموعى نيابةً عن قدماى وظللتُ أُبحلق فى سُحب الدخان المتصاعدة

ما كنتُ أُود الدخول من أجله وسط هذا الدخان واللهب هو عبارة عن ثلاثة أمتار من قماش الترفيرة كنت قد إشتريتها من كسب يدى حيث أحملها عند سفرى لاهلى بالمناقل وهى هدية فى نظرى قيمة لأمى الغالية(عليها رحمة الله)

إنقضى الحدث وإنفض المسرح وبقيتُ وحيداً فى مكانى أسأل نفسى خلاص بيتنا حرق؟ أهلى تانى مابجو الدناقلة؟ عفشنا وكورة سيف وفستان نوال حرق؟

فقدنا السكن والمتاع رغم بساطته وبعد أيام ذهبتُ لأهلى أحمل مشهداً تراجيدياً ورويت القصة لابى وأمى ثم همست فى أذن أُمى(إشتريت ليك قماش لكن حرق فى البيت) فقالت لى البركة فيك وبكرة تكبر وتشترى لى غيره وأصبحت أجول ببصرى حول إخوتى لارى وقع هذا الحدث عليهم ولكن أبى خفف على كثيراً من هول الصدمة والكارثة التى أفقتدنا المأوى الذى شهد أحلى أيام حياتنا

ظلت هذة الصورة عالقة بذهنى رغم قساوتها وياربى ماتحرم أحد من شىء ْ بحبه

ولكم مودتى

إبن الجــــراح

من طرف ابو لين الثلاثاء يونيو 15, 2010 9:21 pm

اخى الكبير ابن الجراح
استطيع ان اتخيل كم هو قاسى عليك ان تفقد هذه الامتار من قماش الترفيرة الجيد(ولو كانت دمورية لكان الوقع اخف)خصوصا ان المال قد اتى من رحم معاناة الطُلبة وحمل القدح
نحمد الله ان والدتنا نفيسة عليها الآف الرحمات كانت حاضرة لتخفيف المصاب

وشكرا كتير لهذا النقل المجسم

أخى ابولين ماتتخيل القماش كان غالى كيف؟ ربما يكون قد استغرق نصف ما أملك وكان كشخة الموضة فى تلك الايام الجميلة ومابلبسوا كل زول (الترفيرة والكرمبلين) وحتى الشباب فى زمننا نلبسة بناطلين شارلستون واشتهر بلبس الشارلستون كرمبلين الأخ الانيق جداً (عمر قاسم له منى التحايا)
إبن الجراح

ذاكرة الطفولة لا تنسى(3)
الشاب الخطيب
إخوتى قررتُ اليوم أن أُحاول إفراغ ذاكرتى الممتلئة وأظن أنه قد تبقى فيها سعةٌ أقل من ربع قيقا بايت وبعدها نكون خارج التغطية.
الحدث الثالث والذى ظل يراودنى كان فى الزمن الجميل وكنت وقتها دون سن الدراسة،حيث كنتُ رديف جدى أحمد يوسف (عليه رحمة الله) قى حماره(أكرمكم الله) للبلدات ومن ثم للجروف(وبلغة اليوم المزرعة) وقد كنتُ لصيقاً به طيلة فترة طفولتى وهو من سمانى(أبوعبيدة الجراح) وكنتُ أقضى له كل حاجاته مما جعل العم أسامة متمرداً او ممحوق بلغة جدى وكان يجيد الزواغة بعض الشىْء حتى لايقضى معى المهام التى توكل لنا ، ونظير ذلك كنت أستأثر ببعض من نصيبة ونصيب العم الغزالى من (كريعة اللبن عند حلب الابقار) حيث أن الغزالى لايشرب اللبن ولايقضى الغرض,
كان جدى الخوجة(عليه رحمة الله) إمام المسجد فى تلك الفترة وهو بناء من قش فى شكل (كُورنك) وهو بناء شبيه بالبناء الصينى ، ومؤذن المسجد كان الجد عبدالقادر محمد الحاج (عليه رحمة الله) ومقر المسجد هو مكان منزل العم صديق محمد صالح.
كنتُ أذهب برفقة جدى للمسجد مرتدياً عراقى دمورية وفى الغالب الأعم أكون حافى القدمين وهذا ما يجعل جدى يثور فى وجهى ويقول لى(كورعيك الزى كدارين الحبشى ديل ما تلبس فيهن نعال)
وفى أيام الجمع كان يرسلنى الى بعض من أهلى ناس الدناقلة لحثهم وبالاحرى تذكيرهم بصلاة الجمعةحيث أنها كانت لاتكمل النصاب فى ذاك الزمن نسبة لقلة المتواجدين بالقرية ومعظم أهلى يعملون خارج القرية وإلى وقتنا هذا.
واذكر هنا الحدث الذى اود الحديث عنه ، فى يوم جمعة كان جدى الخوجة(علية رحمة الله) مريضاً وطلب منى الذهاب للمسجد وإبلاغ من فيه بأنه مريض ولايستطيع أداء صلاة الجمعة فذهبت وأبلغتهم بذلك وجلست للصلاة ، فإحتار المصلون من يخطب فيهم ويصلى بهم الجمعة، والجمعة تحتاج الى ترتيب وإعداد فنظر الجد أحمد محمود (علية رحمة الله) خلفة فوقع بصره على شاب أسمر ذو وجهٍ باسم ممتلىْ حيويةٍ ونشاط وهو فى ريعان الصبا فطلب منه أن يتقدم فيخطب فى الناس ويصلى بهم فلم يتردد الفتى فى ذلك فقام وبكل ثقة وتقدم الجمع وكان يرتدى جلابية لونها أزرق فاتح تسر الناظرين وطاقية، فخطب فى الناس دون ورقة دون ميكرفون فكانت الخطبة تحث أهله على التعاون والتراحم والتوادد والمحبة وبصوتٍ جهورى وعيونٍ تكاد تدمع وحمد الله واثنى عليه ثم صلى بالناس وعقب الصلاة قام وسلم على كبارنا فى الصف الامامى الجالسين خلفة.
هل تدرون من هو هذا الفتى؟ هو العم محى الدين محمد أحمد حمزة كان وقت ذاك فى المرحلة ما بعد الثانوية ومنذ نشأتة الأولى كان متديناً حفظه الله وربنا اديه العافية، وعقب الصلاة هرولت لانقل الخبر وبسرعة(يعنى سبق صحفى) قبل اى احد لجدى وأخبرته بأن العم محى الدين محمد أحمد خطب فى الناس وصلى بهم فدعا له دعواتٍ صالحاتٍ لعلها قد قبلت فظل العم محى الدين محباً لأهله ومحباً للخير حفظة الله.
إين الجراح

من طرف صديق السبت يونيو 19, 2010 1:52 pm

جزاك الله خيرا الاخ ابوعبيدة على المعلومات القيمة ولكن نريد زيادة توضيح لتنشيط الذاكرة عن موقع المسجد المذكور والمداخل والمخارج المؤدية اليه من الشوراع المعروفة اليوم وهل كان هناك مسجد اخر ؟ وموضع المسجد العتيق من كان يشغله ومتى تاسس ؟ وكذلك نريد ان نعرف الائمة الذين تعاقبوا على المسجد وكذلك المؤذنين ونوع البناء وفرش المسجد وكيفية انارة المسجد

من طرف محمد سليمان السبت يونيو 19, 2010 3:03 pm

لغزيزيلة
انت روعة الشباب وزينة المكان
القك يزداد خارج الملعب كما كان داخله
لاتبخل علينا بروائعك

ذاكرة الطفولة لا تنسى (توضيح)
رداً على طلب الأخ الكريم الصديق عيدروس فى مداخلتة السابقة ‘ عن بعض المعلومات أحب أن اجملها فى نقاط مختصرة وذلك بعد التأكد من صحتها من مراجع موثوق بها أهمهم الخال مصطفى والخال كمال عوض الله وهى كالتالى:
الأئمة: الفكى ألأمام(والد إبراهيم وحاجة خديجة)
الفكى الطريفى (والد يوسف ود الطريفى)
أحمد يوسف أول إمام للمسجد الحالى
أحمد بابكر على
يوسف محمود
الممؤذنون: محمد صالح الشيخ المسجد الاول
عبدالقادر محمد الحاج المسجد الاول
الرشيد حسن ادريس المسجد الحالى
حامد يونس المسجد الحالى
سليمان محمد ابوعاقلة المسجد الحالى
المتطوعون: سلمان خالد
أحمد شيخ إدريس
صلاح جعفر قسم
مصطفى احمد محمود
صلاح يوسف خالد
الحسين اللازم
محمد صديق عبدالله بله
اللجان التى تعاقبت على المسجد
لجنة البناء:أحمد محمود ـ أحمد عبدالرحمن ـ نقد مصطفى 1983
لجنة الصيانة الاولى وبناء الجناح الغربى النسائى: نقد مصطفى ـ أحمد عبدالرحمن ـ محمد على صالح ـ عابدين عبد الحفيظ ـ عيدروس إبراهيم
لجنة الجناح الشمالى الجنوبى :الطيب قاسم ـ يوسف العطايا ـ واخرون
لجنة تجديد المسجد الاولى: الجيلانى أحمد ـ عثمان مساعد ـ مصطفى أحمد ـ يوسف العطايا
اللجنة الحالية: أحمد بابكر ـ أعقبة يوسف محمودـ فتح الرحمن أحمد يوسف ـ قيس عبد الرحمن حمراى ـ الياس أحمد ـ يسن الامين حسين حاكم ـ سليمان ابوعاقلة
هذا ما تمكنت من جمعة اخى صديق اتمنى أن أكون قد وفقت ولك منى أخلص التحايا
نوع الفرش كان من السباتات (سباتات سعف) والاضاءة فى السابق تعتمد على لمبات المصلين ثم تطورت الى الرتينة ثم بفضل الله الى الكهرباء وفى السابق كانوا يصلون خارج المسجد فى الليالى القمرية وما أحلى تلك الايام
إبن الجراح

من طرف محسن السبت يونيو 26, 2010 1:05 pm

أسأل الله أن يرضى عنك برجوعك للكتابة مره أخري فليس بعد الرضا الا الجنَة .وجزاك الله خيراًعلى هذى الذكريات الجميلة...

من طرف صديق السبت يونيو 26, 2010 1:52 pm

جزاك الله خيرا الاخ ابوعبيدة على المعلومات المفيدة ونسال الله ان يعينك على كل خير وفي انتظار المزيد

من طرف fathi السبت يونيو 26, 2010 3:56 pm

عزيزي ابوعبيدة كم هي الحياة كانت جميلة وانت تجوب بنا في الماضي
بين بيوت القش والزرايب وريحة النال والدعاش فانتشينا نحن علي مضمار ذاكرتك الحية ومخيلتك التى تحبك الوصف في تسلسل متناغم ومتجانس .هناك كثير من الصور والمواقف والاحداث تعشعش في الخواطر فقط تبقي هناك حبيسة لا نستطيع التعبير عنها لاننا لا نجيد السرد واسترجاع التفاصيل ومن هنا نتمنى اتكاءة علي ذاكرتك المتوقدة في تناول ما كان يدور من انشطة في مركز شباب الدناقلة ابان السبعينيات وخاصة دوري كرة القدم ما كان يعرف بدوري الشرق وماصاحبة من احداث علما بان هذا الدوري كان فية فرق قوية كفريق البقاصة وكان يسمي فريق الاخوة ان كنت غير مخطئ في الاسم وفريق الملكية..وياحبذا لو عرجت بنا زاكرتك الي رابطة طلبة ابناء الدناقلة الدارسين بجمهورية مصر العربية في فترة الثمانيات والانشطة التى كانت تقوم بها هذة الرابطة داخل القرية مع خالص المنى

نقطة حبر

نقطة حبر

رد: نقطة حبر

نقطة حبر(جفت)

نقطة حبر(جفت)

رد: نقطة حبر

رد: نقطة حبر

نقطة حبر

رد: نقطة حبر

رد: نقطة حبر

رد: نقطة حبر