ثقافة الاحتراف أو اللعب خارج الحلة

كنا نجد المتعة فى اللعب داخل الحلة خاصة فى كرة القدم وللذكرى فقد احتفظت بمواقف معينة فى ذاكرتى دلت على ثقافة البعد عن اللعب خارج السرب وهو سرب الحلة والذى نجد فيه المتعة الروحية والرياضية ولادل على ذلك ان بالحلة عدد من اللاعبين وصل مستواهم ان كان فى مقدورهم اللعب فى فرق لا ابالغ ان قلت كالمريخ والهلال واذكر على سبيل المثال لا الحصر وبالمقارنة انه وفى احدى المباريات فى استاد ودمدنى كان المدرب الكبير سيد سليم يتكلم داخل الملعب بين الشوطين مع ثلاتة من امهر لاعبينا وهم محمد الشفيع وحسن عمر وعمر قاسم وبعد المباراة اذكر ان الامر اثار انتباهى فسالت عمر قاسم عن الحوار الذى كان يدور فاجاب ضاحكا((تصور الحلبى دا قال عاوزنا نلعب معاهم فى الاتحاد!!!)

هذا الامر فيه اكثر من ملاحظة تصوروا مدرب قومى ذائع الصيت يطلب من لاعبين بعينهم وهم يسخرون من الطلب
صدقونى ابنائي الاعزاء ان بالدناقلة فى ذلك الوقت اكثر منستة عشر لاعبا مؤهلون للعب فى اكبر الاندية الرياضية فى السودان والدليل هو:-
اخونا العزيز عبدالوهاب الطيب وهو واحد من اميز اللاعبين الذين لعبوا كرة القدم على مستوى مديريةالنيل الازرق (قديما) والتى كانت تضم سنار وسنجة والسوكى والدمازين والبرهان اننا كنا نقيم فى سنار ونشاهد عبد الوهاب سنويا مع الفريق البطل الذى يمثل الروصيرص او الدمازين مما يعنى تميزه على هذا المستوى
تخيلوا معى الروصيرص والدمازين وما حولهما مدينتان وعبدالوهاب لاعب يشار له بالبنان والحق يقال انه صاحب امكانات فنية وبدنية عاليةتدعم به الاندية فرقها كلاعب متفوق مرة مع فريق قلب الاسد ومرة مع مريخ الروصيرص وهو الاساسى فى منتخب الروصيرص والدمازين
تخيلوا معى ان عبد الوهاب عانى سنينا ليدخل تشكيلة منتخب الدناقلة ولم يستنطع دخول التشكيلة الابعد ابتعاد الضو حسن وعبد الرحيم اخوه وحسن عمر

الامر ليس فيه مبالغة يا سادتى فحلتكم كانت رائدة فى كرة القدم ويشهد لها مسئولو اتحاد الكرة بمدنى ولكن كما اسلفت غياب ثقافة اللعب الخارجى كان سببا اساسيا فى محلية التحاور واللعب مما افقد الحلة مواهب لو اراد الله ولعبت فى المدن لاكتسبت خبرات كثيرة اقلها التدريب على مدارس مختلفة وطبيعة اجواء اللعب المختلف واساليب اللعب والتكتيك والتكنيك الذى لم يكن ينقص الكوتش عبد الرحيم وه الذى اكتسبه من اللعب فى اجواء غير الدناقلة كما كان رفيق دربه بشير احمد ( الذى اتاسف لعدم قيادته لابناء الدناقلة فى تدريب كرة القدم)
ربما ظروف خاصة ولكن اتمنى ان نلتفت ونهتم بالرياضة وبالذات كرة القدم