خربشات علي جدار الذاكرة (2) - أبو ليلي

الجميل الأخ الأكبر/عاصم أبو ليلى ..

العم/غزالي ...

أخي وصديقي الحميم/تهراقا .. محمد عابدين

إليكم .. وعليكم ..أهدي الورود والود العميق..أسوق الندى وكل الرحيق ..

اليكم .. عليكم .. أهش الأماني وأنثر أغاني تحاذي جمال الحضور .. ليظل هذا المكان

رحيب الخواطر طري البنان يصافح نصافح جمالاً يرفرف يزخ الوجود بحلو الحديث ..

الجميل أبو ليلى قرأت هذا الذي صنعت يداك مراراً .. وجدت تفاصيل تحمل البشرى من

حقول المجرات الشهية البهية البعيدة.. ومتعة تستدعي مصائر النفوس .. وبه أناس

وقامات سوامق بحضرتهم تبدأ الروح ممارسة غبطتها ويبدأ الدم غناؤه القديم .. قبل النص وتفاصيله لا بد لي من القول بأن شد ما استوقفني به تلك

النداءات الحميمة

لشخصيات بذاكرة الكاتب سدرت في غيابها وهمسه المنفلت خارج إطار الحكي

وبخصوصية عالية منه وإليهم .. هكذا عزيزي أبو ليلى تظل القلوب أكثر المواعين هديرا

بالحنين ... ومودتها تعلو فوق كل الكلام تضاهي همس الغنا…

راقتني تماماً نداءاتك السرية العلنية لرفاق زمن جميل ..

ما ابلغ الجمال حين يعلن عن نفسه أوان كتابة سيرة قرية بتمامها لتكريس إلفة بيننا

ليس بمقدورنا ترتيب أبجديتها المتمردة .. هوالولوج يا صاحبي إلى ما وراء المشاعر

ليصبح بالمقابل فعل الرؤية رديفا للرؤيا ...هكذا بدأ لي ارتهان مزاجك للحظات حنين

تخرج بها من نفسك وعلى نفسك .. وتخرج جدارية خربشاتك أثقال جمال لا قبل لنا به

سوى قراءته في كل مرة بذائقة مختلفة ..

وكانتباهه في ناحية أخرى، لا بُدّ لي من القول أن بالنص حرفنة عالية في اقتيادنا

لمجاورة التفاصيل الداخلية لشخوصه ونهنهات دواخلهم .. وهنا التكنيك الذي يبقي على

روح المفردة بكامل حيويتها من حيث تفكيك اللحظة من الزمان، وهذا شيءٌ مهم بالنسبة

للروائي،هناك لحظة تصلح للرواية، وهناك لحظة عاطلة، وبتوظيف سليم للحظة وسردها

ستبقى الكتابة على الدوام حيَّة ومتقدة .. وسيصل الكاتب بكتابته على هذا النحو لمرحلة

يصبح فيها هو جسد وروح كتابته، وليس أن تصبح الكتابةالمتداولة روح وجسد الكاتب.

ولا بد أيضاً من الوقوف في هذه الجزئية من الخربشات والطريقة الجميلة لاختزال اللغة

الكلاسيكية، أي بمعنى عرضها في ابسط أثواب الفصيح والذي يبقيها حياداً بينها وبين

العامية.

بالنص أبواب جمال عدة يجدر بنا الوقوف عندها والإيغال في عمقها ولكني فقط هنا أريد

أن أمارس تحليقي الحر على نواصي هذا المكتوب لأكمل متعة قراءتي.

شكراً أنيقاً لك عاصم وأن تحرض بهذه الكتابة الجميلة يراع الجميل محمد عابدين وأعلم

تماماً أنه صاحب مفردة رصينة أتمنى أن يطلق لخاطره العنان في هذا الفضاء الأسفيري

فوجود مثله هنا مدعاة لتجويد كل ما يُكتب وقطعاً سيكون إضافة حقيقية للجميع.

ليس بوسعي الآن والنيل سوىأن أسمع وأسمعه مقطع لموسيقى بوليرو، أعلم أنه يحبها

...وسأغرق نفسي بسيمفونيةموزارت الرابعة،يأخذ عاصى الرحبانى الحركة الرابعة أو

الثالثة منها،تحلق بها فيروز بي وبهيا أنا يا أناأنا وإياك "إناوإياكم"

وعرفو إنك .... "وأعلن أني أحبكم"

سأستمع لفيروز بعد أنأنتهي من قراءة هذه الخربشات وسأبحر في الطرب مع موزارت

وسأعود لكم ... يا الله .. يا الله .. يااااا ....

بصراحه خربشات ممتعه لك لكل الحب وارجوا المواصله فى الذكريات فقد هيجت فينا ايام سادت ثم بادت كما قال المطرب السعودى طلال مداح فى رائعته ( أف يانوف ) والتى هيجت ذكريات تلك الأميره نوف واعاد لها ذكريات اندسرت عندما غناها فى احدى المسارح فى باريس ليت ايام الشباب تعود لنذكرها عما فعل المشيب

وتــبـــــقــــــى الــذ كـــــــــريــــــــــــات ..

الذكريات : هي ذلك الشعور الذي ينتاب الشخص عندما يعود بمخيلته إلى الماضي ويعود بعجلة التاريخ إلى الوراءليطلق لخياله العنان في تذكر احداث مرت به .. وتختلف تلك الذكريات بإختلاف احداثها .. فمنها مايرسم البسمة على الشفاه , ومنها مايخنق العبرة في الحناجر , ومنها ماتذرف الدموع بمجرد تذكره .. ومنها ومنها ... ولكنها تبقى مجرد ذكريات مرتبطة بماضي تولى إما (محزن وإما مفرح) وتظل تلك الذكريات حصاد غرس في الماضي وعل ثمارها تجنى في الحاضر او في المستقبل إن لم تكن قد جُنيت ثمارها في الماضي نفسه .
وعلنا عندما نتذكر تلك الذكريات الجميلة التي مرت بنا نفرح ونسعد بها كثيرا ونتمنى ان تعود ولكن هيهات هيهات .. ولكنها تبقى لنا ذكريات سعيدة تبث فينا روح الأمل والعمل لأجل ذكريات أحلى واجمل .. وعل الحزن يكتنف قلوبنا لخلو حاضرنا من أيام حلوة تكون لنا ذكريات جميلة في المستقبل .
ولأن الشيء بالشيء يذكر .. تجدنا في المقابل عندما نتذكر تلك الذكريات الحزينة يخيم علينا الصمت كثيرا ويرسم الحزن الوانه على وجوهنا وتعكر تلك الذكريات مزاجنا ونعيش معها لحظات ألم وقهر الماضي الحزين .. وعل للدموع نصيب الأسد هنا فور تذكر تلك الذكريات ... ولكنها تبقى ذكريات الماضي ولا ينبغي أن نعيشها في الحاضر إلا لنتعلم منها أخطائنا ونصححها في الحاضر والمستقبل .. وهي تبقى ذكرى فقط .
ومما لاشك فيه أن كل شخص يحمل في ذاكرته ذكريات مختلفة جدا سواء في حياته الخاصة او العامة .. ومن المؤكد أيضا أن كل شخص(( يطمح ان تكون له ذكريات اجمل واحلى (او على الاقل) أكثر من تلك الأسوأ حتى إذا ماعاد لها يوما يجد مايرسم البسمة على شفتيه أكثر من ما يبعث الحزن والإحباط في نفسه .. إذا ماعكر مزاجه الحاضر يوما ما ) وهذا بغض النظر عن تلك الأحداث القدرية والتي يعيشها الشخص حتما بخيرها وشرها .
ودعونا نعيش هذه الذكريات( خربشات ) في واقع منتدانا الحبيب بل وفي واقعنا كأعضاء في هذا المنتدى , وعندما نقول (تبقى الذكريات) : فهذا يعني أننا ربما ننسى أحداثا كثيرة مرت بنا وعشناها واقعا ولكنها ربما تلاشت في اللحظة او بعدها .. وتبقى هناك أمور عالقة في الأذهان وتخطر على البال بمجرد أن نرى او نتذكر مايجعل الذاكرة تفكر في ذلكم الحدث .
والسؤال الذي يطرح نفسه : ياترى ماذا ابقينا او سنبقي لنا من ذكريات في هذه القريه ؟؟
وماهو ذلك الأثر الذي (تركناه او سنتركه ) في نفوس اهلنا الطيبين؟؟
وماهي تلك (البصمة ) التي تركناه او سنتركها في ربوع قريتنا تذكرهم بنا ؟؟
هذه الأسئلة جالت في خاطري كثيرا وعجزت عن الإجابة عنها اكثر (بخصوص شخصي) ولا ادري بما يجيبني إخواني الا (الغزالى والعاصم)
** نعلم جميعا أن هناك إخوة لنا غابوا عنا لعذر او لعدمه ولكنهم تركوا ورائهم أثرا كبيرا في هذه القريه وفي نفوسنا وبصمة واضحة على فى القريه وكلما مر طيفهم بخيالنا نثني عليهم كثيرا ونتمنى عودة الاحياء منهم.. ولكن .. يبقى لحاضرهم ظروفه وأحكامه .. وتبقى لنا منهم الذكريات ..
نعود إلى الأسئلة الثلاثة لأوجهها إلى إخواني جميعا كي نراجع حساباتنا ونتعلم من اخطائنا ونحاول أن نترك لنا ذكريات جميلة في هذا المنتدى العزيز على قلوبنا حتى إذا ماحالت بيننا وبينه الأيام يوما ما نكون قد أبقينا لنا ذكريات (طيبة) لا العكس لا سمح الله .. وعل الكاتب هنا من أكثر المتسائلين عن هذا الأمر ولكني لست أدري لست ادري .. فقد (ضاق الفكر ورك التعبير وزل القلم ) ولا أعلم لي بصمة او أثرا تذكر هنا او هناك وهذاهو حقيقةأمري .. فأرجو المعذرة يامن قد زل القلم في حقه وأخطأ التعبير في وصفه .. فقد كنا نتعامل عبر الحروف و الكلمات والله يعلم بما في القلوب .
ختاما : قد نغرب مع الغروب وقد يغيبنا الزمن .. ولكن يبقى القلب لا ينسى الأحبة . ولكم التحايا اخى الغزالى والعاصم